حلقة نقاش حول النقابة المستقلة للضرائب العقارية كتجربة للتعددية النقابية

 كتبت عزة خليل

 نظمت مجموعة تضامن حلقة نقاشية حول تجربة النقابة المستقلة للضرائب العقارية. في محاولة لفهم إمكانيات تحقيق التعددية النقابية في مصر، وإذا ما كانت التجربة تركز أساسا على مبدأ التعددية أم على مبدأ الاستقلال النقابي. وهل هي تجربة تطرح الظروف إمكانية انتشارها، أم أنها ستظل تجربة فريدة من نوعها. وهل يمكن أن يؤدي تكاثر النقابات المستقلة في لحظة تطور مختلفة للحركة العمالية والنقابية إلى تأسيس اتحاد مستقل حر للعمال، أم التعددية مرغوب فيها في حد ذاتها وليس كضرورة مؤقتة بسبب هيمنة الاتحاد العام الرسمي للعمال الذي انقلبت وظيفته لتصير تمثيل مصالح اصحاب العمل والإدارة في مواجهة مصالح العمال. كثير من الأسئلة تلح على أذهان المهتمين بالحركة العمالية والاجتماعية وتفعيل دور الجماهير، عملت الندوة على إضاءة بعضها ومازال البعض الآخر مطروح على جدول أعمال الحركة العمالية والسياسية في مصر.

حضر حلقة النقاش ممثلين من نقابة الضرائب العقارية المستقلة وهما الأستاذ كمال أبو عيطة رئيس النقابة العامة، والأستاذ طارق ……. وأمين عام الصندوق للنقابة العامة ورئيس نقابة القليوبية. كما حضر أيضا بعض المشاركين في الحركة في مواقع عمالية أخرى، إلى جانب إلى جانب أعضاء مجموعة تضامن. وعقدت حلقة النقاش في مؤسسة الهلالي للحريات. وتحدث ممثلي نقابة الضرائب العقارية المستقلة كما أجابا على ما طرحه الحضور من تساؤلات وتعليقات. وفيما يلي بعض الأفكار الهامة التي طرحت من قبلهما.

 قصة تأسيس النقابة المستقلة للضرائب العقارية

أوضح طارق وجود وجهتي نظر في بداية التجربة الأولى تدعو إلى الإصلاح، والثانية تدعو إلى التغيير. وفي النهاية تم الاتفاق على وجهة النظر الثانية، أي التغيير، من خلال التصويت الديمقراطي. وكان معنى ذلك ألا يوافقوا على الانضمام لاتحاد البنوك الرسمي. وقرروا السير في الطريق الصعب، فكان من السهل عليهم الدخول في معركة البنوك، التي كان من المتوقع أن يفوزوا فيها. لكنهم تسائلوا عن النهاية التي سيوصلهم إليها ذلك؟ وقال طارق أن من حسن حظ الضرائب العقارية وجود ناس بها ترى ضرورة أكمال الطريق الصعب وتشكيل نقابة خارج التنظيم الرسمي.

وقال طارق، بدأنا نلف في المحافظات، وجمعنا 125 ألف توقيع بتفويض الاستاذ كمال أبو عيطة. وقمنا بتوعية للناس، وأصدرنا نشرة ووزعناها. وكان ذلك صعبا، حيث يوجد 400 موقع في مصر. ولما كان من الصعب توصيل نشرتنا في المحافظات، شكلنا لجان على مستوى المحافظات. وبدأنا مرحلة جمع استمارات العضوية وجمعنا 35 ألف استمارة.

وواجهوا كثير من العراقيل الحكومية ومن جانب الاتحاد الرسمي. فوفقا لما قاله طارق حدثت استدعاءات إلى أمن الدولة، وكانت هناك ملاحقات أمنية طوال الوقت. ونال بعض الناس جزاءات. ووصلتهم تهديدات وإغراءات من نقابة البنوك والتأمينات العقارية (النقابة الرسمية)، بأن الذين سيشتركون بها فقط هم الذين سيحصولون على نصيب من صندوق الرعاية الصحية. ولكنهم كانوا مصممون. ورفضوا العضوية في الاتحاد العام للعمال.

وبدأ عمال وموظفي الضرائب العقارية في تشكل تشكيلات نقابية في 26 محافظة. وكان التشكيل رقم 27 هو النقابة العامة. ويفرض القانون ضرورة إيداع الأوراق في الجهة الإدراية وهي وزارة القوى العاملة. وعند ذهابهم لإيداع الأوراق لاحظوا أن الموظفين لا يريدون التعامل معهم. وكانوا مستعدين بالبديل، وهو الإيداع على يد محضر. ومن المفترض أن يصلهم الرد على إجراءات التأسيس خلال 30 يوم. ولم يأتهم أي رد سوى محاولة عن طريق التليفون لترتيب اجتماع بين كمال أبو عيطة وحسين مجاور. ورفض كمال أبو عيطة. فظهر خبر في الجمهورية أن هناك انشقاقا في الضرائب العقارية. وقال طارق أنهم مازلوا يحاولون، ويعرف العمال أن ذلك بسبب المؤتمر الذي سيعقد في جنيف يوم  10 يونيو. الذي يريدون أن يظهرو فيه بمظهر من يقوم بالتفاهم مع الضرائب العقارية. ولكننا العمال مصرون على ألا يذهبوا إلى اتحاد العمال.

وأوضح الاستاذ كمال أبو عيطة أنهم اتخذوا بالفعل الخطوات العملية وفتحوا حساب للنقابة في البنك، وبدأوا في جمع الاشتراكات. كما صرنا أعضاء في الاتحاد الدولي للخدمات.

 ماذا يستفيد النقابي من نضاله

وقال كمال أبو عيطة إنه لأول مرة ينتهي مجهوده بفائدة شخصية تعود عليه. ففي كل المرات السابقة التي شارك فيها في العمل العام من أجل قضية ما انتهى الأمر إلى علقة أو سجن أو غرم ما. ولأول مرة عاد عليه غنم شخصي كان في اعتصام الضرائب العقارية، وهو يشير إلى تحقيق المطالب الخاصة بالأجور. وقال أن ما استفاد منه كمكسب شخصي لم يكن ممكنا أن يحققه بمفرده. وهذه مسألة مهمة جدا، حيث عندما يتذوق الناس طعم النصر لا يمكن أن يكفوا عن السعي وراء مطالبهم. ويصل لهم الوعي بأن العمل الجماعي يحقق انتصارات. وقال كنا نستشهد قبل الاعتصام بانتصارات زملائنا في المواقع الأخرى، والآن تستشهد المواقع الأخرى بانتصارنا.

 رفض الاتحاد العام الرسمي للنقابات

وعن النقابات الرسمية قال الأستاذ كمال أبو عيطة أن الجمعيات العمومية لها لا تعقد في النقابات. وأنها لا يحدث بها سوى خناقات، والنقابي الوزير يشكر السيد الرئيس على جهود سيادته. وتنقسم بعد ذلك إلى لجان من أجل المناقشة. ولا يخرج الحضور من كل هذا سوى بحقيبة جلدية ووجبة وبدل الانتقال الذي ينصرفوا جميعا بعد أن يقبضونه. وأكبر نشاط للاتحاد العام لعمال مصر هو تنظيم مصايف. كما قال أن الأمر يسير على عكس ذلك في اللجنة العامة لنقابة الضرائب العقارية المستقلة. حيث اخذت مواقف بالتصويت ضد الخصخصة وضد النقابة الرسمية ومع التعددية. وقال طارق أيضا في هذا الموضوع أن كل المواقف تأخذ بالتصويت ويأخذ برأي الأغلبية. وسرى ذلك أيضا على القرار التاريخي الذي اتخذوه بتأسيس نقابة مستقلة.

 تكرار تجربة الضرائب العقارية في المواقع العمالية الآخرى

وعن التقدم الكبير الذي أحرزه موقع الضرائب العقارية في تأسيس نقابته المستقلة مقارنة بالمواقع العمالية الأخرى، قال كمال أبو عيطة؛ لا يمكن أن يظن أحدا أننا سعداء بهذا الوضع. حيث انتشار النقابات المستقلة يشكل حماية وضمانا للضرائب العقارية. وأفاد أنه اتصل بالزملاء في البريد وهم يسيرون في طريق تأسيس لجنة نقابية.

وأضاف أنه من الضرورى توافر العناصر اللازمة لاتخاذ موقف تأسيس لجنة أو نقابة مستقلة. فقد تردد بعد تجربتهم كلام هزلي ليس لهم علاقة به. مثل أن أحد الأشخاص يحتد في النقاش مع زملاءه لانه يريد تأسيس نقابة مستقلة.

 النقابات المستقلة والقوى اليسارية في مصر

وأشار كمال أبو عيطة إلى أن هذه الرؤية الخاطئة موجودة بسبب ضعف اليسار في مصر. حيث يفتقر اليسار إلى وجود قواعد وقوى للتغيير. فيوجد أفراد غير مؤطرين. وعلى سبيل المثال فحركة كفاية تطرح شعارات عامة، لكن لا توجد قوى اجتماعية تعمل من أجلها، فهناك فجوة بين الشعار وبين النضال من أجله. وأكد كمال أنهم سيكونون سعداء بوجود تنظيمات نقابية مستقلة تمثل قوى صديقة تقوم بدورها في التضامن والدعم، ولا تكون بمثابة أوكارا، ولكن نقابات قادرة على جمع اشتراكاتها وتقديم خدمات لأعضائها وتنتزع التمثيل الحقيقي، وتتحول إلى كيان حي ينمو ويتطور.

وحدد ما تطلبه نقابة الضرائب العقارية المستقلة من القوى السياسية وسائر القوى الحية في المجتمع. وتمثلت احتياجاتهم في التدريب على أساليب العمل النقابي. فهم يتوفر لديهم الإخلاص والإرادة وينقصهم الكادر المدرب، كما ينقص الوعي النقابي. وإذا لم تستطع القوى السياسية تقديم ذلك، ستخلق النقابة كوادرها النقابية.

 

2 Responses

  1. فعلا مافعلة موظفو الضرائب العقارية لهو انجاز لم يتحقق من قبل سواء فى الأعتصام أو فى انشاء أول نقابة مستقلة فى مصر وكل ماينتظرة موظفوا الضرائب العقارية هو بداية الخصم لصالح النقابة العامة للعاملين فى الضرائب العقارية وكذلك الأختام الخاصة بالنقابات الفرعية ، الخطابات الموجهة للمديريات المختلفة للتواجد فى اللجان المشكلة بالمديريات المختلفة ومزيد من التقدم والحصول على المكتسبات مثل صندوق الرعاية الأجتماعية وبدلات الأنتقال وغيرة من الأشياء الضرورية .

Leave a comment