إداريو التربية التعليم.. الحافز والكادر من حقنا.. وحنجيبه بإيدينا

إداريو التعليم 4

إعداد: هيثم جبر

“مرتبي لا يزيد عن 300 جنيه بعد مرور 25 سنة خدمة، في الوقت اللي أنا مفروض عليا أدفع فيه 500 جنيه للدروس الخصوصية لعيالي، فاضطريت أشتغل في الفاعل علشان أكمل مصاريف بيتي”، هكذا لخص أحد الإداريين أسباب ثورة ما يقرب من 600 ألف إداري وعامل بوزارة التربية والتعليم خلال الشهرين الماضيين، بعد استبعادهم من قانون الكادر الخاص بالمعلمين، ورفض الحكومة صرف حقهم في حافز الإثابة 50% من الأساسي، والـ 50% من الكادر.

مش عارفين نعيش

ويقول أمين مشرف، أحد الإداريين بإدارة قلين التعليمية بكفر الشيخ، إنه حاسس بالظلم لأن مرتبه لسه 500 جنيه بعد 20 سنة خدمة في نفس الوقت، والكلام لمشرف، “اللي زميلي المدرس الأصغر مني بـ 10 سنين بياخد ألف جنيه، رغم أن كل شغله متوقف على شغلي، يبقى ظلم ولا لأ”. ويكمل مشرف “إحنا مش عارفين نعيش أنا متجوز وعندي ولدين، في ابتدائي وإعدادي، بجيب لحمة بس في الأسبوع بـ 100 جنيه، يعني في الشهر بـ 400 جنيه، ده غير بقية الأكل، وبدفع قسط بنك في الشهر 260 جنيه علشان قرض أخدته أبني بيه بيتي، ده غير مصاريف الدروس الخصوصية للعيال، 40 جنيه في الشهر، ده غير العلاج والمواصلات وغيره من المصاريف التانية، يعني باختصار أنا محتاج ضعفين مرتبي علشان أعرف أعيش أنا وعيالي، يبقى لازم أحارب على حقي ولا لأ”؟

ويقول محمد شلبي، الإداري بإدارة منوف التعليمية وعضو لجنة الدفاع عن حقوق الإداريين، “الظلم بدأ لما التفت الوزارة (التربية والتعليم) ومستشاروها في صياغة القانون 155 لسنة 2007 على ما ورد ببرنامج الرئيس الانتخابي وسماه بكادر خاص للتعليم والمعلم، رغم أن المعلم والإداري والعامل ومشرف النشاط والمشرفين الاجتماعيين، كل واحد بيقدم عمله حسب قانون العمل، كل في اختصاصه، والعملية التعليمية كلها مربوطة ببعض، فما ينفعش تفصل شريحة من الشرائح عن الأخرى وتميزها وتسيب الباقي، ما ينفعش تدي المعلم وتسيب الإداريين وغيرهم في نفس العملية، وسواء ده حصل عن جهل أو متعمد ، المهم إنه أصبح أمر واقع، وكان لازم فضحه ومواجهته”. ووضح شلبي طريقة الفضح والمواجهة “عدد منا رفع قضايا في المحاكم وناس تانية بعتت فاكسات بشكل جماعي للتظلم، ومجموعة تالتة، وبالتحديد الإداريين في المحلة، عملوا اعتصام واحتجاج على المرحلة الأولى من الكادر، بعدين حصلت انتفاضات في كتير من إدارات الجمهورية”.

يد واحدة

بعد زيادة عدد الاحتجاجات اللي شاركت فيها معظم إدارات مصر التعليمية بدأ الإداريون يفكروا في تنسيق حركتهم وتوحيدها، لأنهم اكتشفوا إن الاتحاد قوة، ومن هنا جت فكرة لجنة الدفاع عن حقوق الإداريين اللي ضمت ممثلين من محافظات وإدارات تعليمية مختلفة. بدأ تشكيل اللجنة بمبادرات فردية، زي ما شرحت إيمان البواب، الإدارية بمدينة المحلة، “بعد بداية إضراب الإداريين بالمحلة بدأنا نكلم زمايلنا في المحافظات التانية عن طريق التليفونات الأرضية بشكل عشوائي، ونطلب منهم يقفوا معانا، فعرفنا ناس، كمان فيه زملا من إدارات مختلفة زارونا واتكلمنا مع بعض، وساعد على التعارف أكتر لما بدأ الإعلام يكتب عن موضوعنا وأسماءنا تظهر، فالناس عرفت بعض، وقررنا إننا لازم نقعد مع بعض بشكل منتظم علشان نقرر حنشتغل إزاي”.

ورغم إن مجرد تشكيل لجنة الدفاع عن حقوق الإداريين كان خطوة كبيرة للأمام، ولكن مفيش حلاوة من غير نار، ومفيش حاجة بتيجي بالساهل زي كل حاجة في أولها واجهت الحركة شوية مشاكل، كان من أهمها ضعف ارتباط اللجنة بالإداريين في الإدارات بالمحافظات المختلفة. ممكن نفسر المشكلة دي بالمهام الكبيرة اللي  عملتها الحركة  في بداية مشوارها، زي تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية والدعوة إلى العديد من الاعتصامات في القاهرة، ولكن من غير وجود جمهور كبير للجنة. السبب التاني كان استعجال أعضاء من اللجنة لتأسيس نقابة مستقلة عن النقابة العامة للعاملين بالتعليم نتيجة دورها السلبي وعدم مساندتها لمطالبهم. المشكلة إن مش كل الإداريين كانوا متفقين إن الفكرة دي صح دلوقتي. إيمان البواب من المحلة واحدة من اللي شايفين إن الوقت مش مناسب للكلام عن نقابة مستقلة، والسبب زي ما قالت “إذا حركتنا لحد دلوقتي ما قدرتش تحقق المطالب الرئيسية.. إزاي نفكر في موضوع كبير زي نقابة مستقلة، لما نحقق مطالبنا الأول نفكر في الخطوة اللي جاية، المسألة محتاجة صمود واستمرار”.

“لا معلم ولا إدارى.. من حقنا يا بطرس يا غالى”

هكذا هتف الإداريون في واحدة من وقفاتهم الاحتجاجية، عشان يردوا بقوة على كل الناس اللي حاولوا يقولوا إن حركة الإداريين متعارضة مع حركة المعلمين. الحقيقة إن المكاسب اللي خدها المعلمون بعد صراعهم الطويل مع الحكومة مش كفاية عشان يعيشوا عيشة آدمية، وبالتالي فلسه أدامهم صراع طويل مع الحكومة علشان يحققوا كل مطالبهم. العقل هنا يقول إن وحدة حركة الإداريين والمعلمين، أو على الأقل التنسيق بينهم، مسألة حياة أو موت عشان الاتنين ينتصروا لأن عدوهم واحد، وعكس اللي بيتقال من إنه فيه كره وحقد بين الإداريين والمعلمين، فالطرفين شايفين إنه من حق كل طرف فيهم ياخد أجر عادل. الإداري أمين مشرف يؤكد على الفكرة دي بقوله “المعلمين من حقهم الزيادة، واحنا كمان من حقنا، لأن الناس مش لاقية تاكل”. أما  حسن العيسوي، معلم ومدير مدرسة الفرسان ببرج العرب بالإسكندرية، فرأيه إن “الإداريين يستحقوا أجر عادل، ولا يجوز أبدا صرف كادر المعلمين بدون صرفه للإداريين والعمال.. انت كده بتعمل تفرقه طبقية، بين ناس بتشتغل في عملية واحدة، وشغلها متوقف على بعض”. ورغم أن المعلمين شاركوا الإداريين بعض وقفاتهم الاحتجاجية، لكنها لسه مشاركات محدودة محتاجة تكبر وتزيد عشان مصلحة الاتنين.

 

مين هو الإداري؟

مين هما العاملين في المدارس؟ المدير والناظر والوكلاء والمدرسين ومشرفي النشاط والإداريين والعمال.

الإداري بالتحديد بيعمل حاجات كتيرة منها إنه “أمين التوريدات” يعني الشخص اللي بيستلم الكتب المدرسية من الإدارة التعليمية وبيعمل السجلات الخاصة بتسليمها إلى الطلبة، علاوة على إنه بيستلم المستندات والاستمارات الحكومية لتسيير العمل.

فيه كمان “موظف شئون الطلبة” اللي بيستلم ملفات الطلبة من أولياء الأمور وبيراجعها لتحديد الأعمار وترتيب الأسماء أبجديا وإعداد قوائم بيها وتسليمها لإدارة المدرسة. وهو كمان بيتابع حضور الطلبة وبيسجل نسب الغياب أثناء الفصل الدراسي، وبعدين بيرسل الإنذارات لأولياء الأمور، كل ده بيتم تجميعه في سجلات خاصة في كل إدارة تعليمية لعمل إحصاء عن حالة الغياب في المدارس التابعة لها.

كمان فيه “الإداري المختص بدفتر الحضور والانصراف” للعاملين اللي بيقوم بتسجيل الأجازات العارضة والاعتيادي والمرضي والإعارات، وبيقوم بالتبليغ عن انقطاع أي من أعضاء هيئة التدريس عن العمل.

ومن ضمن الوظائف الإدارية “أمين المخزن” للعدد والآلات والعهدة من مباني وأثاث ومعامل كمبيوتر وعدادات مياه وكهرباء وتليفونات.

ويختص إداري آخر بـ”تحرير كشوف صرف المرتبات والحوافز والمكافآت” وتسجيلها. وتعتمد هذه السجلات وترسل إلى قسم الحسابات لإتمام إجراءات الصرف. وهنا يأتي دور “الصراف” في المدرسة، ويسمى “السكرتير”، وهو اللي بيحرر شيك باسمه بمستحقات العاملين لصرفه من البنك، مع العلم إن الكشف اللي بتتصرف المرتبات والحوافز بناء عليه يحتوي على 35 بند ويكتب باليد، الأمر الذي يجعله عملية شاقة جدا.

وفي كل مدرسة يوجد “قسم الملفات”، ويقوم فيه الإداري المختص بعمل ملف لكل موظف يحفظ فيه كل ما يخص الموظف من أجازات وتقارير وجزاءات وترقيات وعلاوات، ويستخرج للموظف شهادات الخبرة وبيانات الحالة وتغيير المسمى الوظيفي. كما تقوم وحدة التقارير بإعداد التقرير السنوي الذي يحصل كل موظف على نسخة منه، وتوضع نسخة أخرى في ملف خدمته، وتسجل النسب المئوية لأداء كل موظف كل عام.

ومن ضمن الوظائف التي يقوم بها الإداري مسئولية “وحدة الجزاءات” اللي بتختص بتطبيق ومتابعة كل أنواع الجزاءات، وكذلك “وحدة المعاشات” اللي بتراجع ملف خدمة الموظف وحساب استحقاقه من المعاش، و”وحدة الأجور المتغيرة”، و”وحدة الروابط” التي تختص بمتابعة الأقساط الشهرية للموظف من الشركات أو البنوك أو غيرها، و”قسم الباحثين” اللي بيقوم بمتابعة المناقصات الآتية من الجهاز المركزي للمحاسبات أو للتنظيم والإدارة، و”قسم التوجيه المالي والإداري” اللي بيتابع أوجه الصرف المالي بالمدارس، وأخيرا “قسم المطبعة والتصوير”، و”أقسام السكرتارية الإدارية”.

قائمة يصعب حصرها من الأعمال الإدارية بتتم بطرق بدائية. وبالرغم من كده بتنخفض أجور الإداريين نتيجة ارتفاع الأسعار، ومطلوب منهم يستحملوا. لأ، كده مش عدل. عشان مصلحة الإداريين، وعشان مصلحة عيالنا، لازم الناس دي تستريح وتاخد حقها. من حقهم يناضلوا، ومن واجبنا نقف جنبهم.

الإداريون بإدارة منوف التعليمية

 

 

أيام مش زي أي أيام

7/ 3/ 2008

اعتصام أكثر من 2000 إداري وعامل أمام المديرية التعليمية بالسويس

8/ 7/ 2008

نظمت لجنة الدفاع عن حقوق الإداريين وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة السويس ومديرية التربية والتعليم

18/ 2/ 2009

لليوم الثاني على التوالي إضراب إدرايي القليوبية للمطالبة بحافز الإثابة

23/ 2/ 2009

آلاف الإداريين يضربون عن العمل في البحيرة والمنوفية والدقهلية

4/ 3/ 2009

آلاف الإداريين يواصلون الإضراب للأسبوع الثاني على التوالي، وانضمام الغربية والإسكندرية إلى المضربين

8/3/ 2009

مئات الإداريين يبدأون اعتصاماً مفتوحا أمام مجلس الوزراء ويطالبون بإقالة وزير التربية والتعليم

2009/3/30

احتجاجات الإدرايين في 14 محافظة، ومظاهرات تقطع الطرق في كفر الزيات والمنوفية، الأمن يعتدي على المتظاهرين في شبين الكوم، وشلل في إدارات المنيا، و1500 إداري يواصلون الاعتصام في البحيرة

5/4/ 2009

عشرات الآلاف من الإداريين والمعلمين يضربون عن العمل تحت شعار “الإداري بعد 40 سنة راتبه 400 جنيه” ويرفعون لافتات تطالب بحافز المحليات والكادر

2009/4/15

آلاف الإداريين يعتصمون أمام وزارتي التعليم والمالية ويهتفون “لا جمل ولا جمال الإداري مش شغال”

2009/4/29

وقفة احتجاجية لإداريي التربية والتعليم أمام مجلس الوزراء

 

3 Responses

  1. كيف لا يعطوننا حقوقنا نحن اصحاب الحق كيف لا يصرفون لنا الكادر بعد دخولنا الامتحان ونجاحنا بحجة اننا لسنا معلمون كيف ذلك ونحن نعمل فى كل المجالات انا مثلا مشرف نشاط فنى تدريس كنت فى مجال التدريس طوال العمر المهنى ولكن بعد الامتحانات التى كانت وبائنا لنا وبعد نجاحنا لقد ارسلت فى المدارس بعدم دخولنا الفصول وبدلا من ان يعطونا الكادر منعونا نة بحجة اننا اداريون وافقنا على كلمة ادارييون فاين الحافز لما لم يطبق علينا لما هذا الصمت اللعين ان لم اكن معلم اين الحافز وان لم اكن ادارى فاين الكادر ولكن لا يضيع حقنا ولو كلفنا حياتنا فلنا اطفال وايجارات ومدارس وديون كيف لا يساو بيننا اخوانى فى كل مكان اطلبو حقوقكم بكل صراحة فسوف ناخذ حقوقنا وان طالت الف الف عام

Leave a comment